متى يزول سحر العيد؟ الكشف عن المواعيد التقليدية لرفع شجرة عيد الميلاد

تتعدد التقاليد والممارسات الثقافية حول العالم فيما يتعلق بالموعد “الصحيح” لإزالة زينة وأشجار عيد الميلاد، وهي ممارسة تحمل دلالات رمزية عميقة وتختلف باختلاف المذاهب والأجيال. وبينما يفضل البعض التمسك بالتواريخ الدينية التاريخية التي تحدد نهاية موسم الأعياد، يميل الكثيرون في العصر الحديث إلى اختيار التوقيت الذي يناسب ظروفهم العملية وشواغلهم الحياتية.

ليلة الذكرى والموعد الأكثر شيوعاً (5 أو 6 يناير)

يُعدّ تقليد “الليلة الثانية عشرة” (Twelfth Night) هو الممارسة الأكثر رسوخاً وقبولاً في الثقافة الغربية، خصوصاً في أوروبا والمملكة المتحدة. تشير هذه الليلة إلى اختتام “أيام عيد الميلاد الاثني عشر” التي تبدأ من يوم الميلاد.

تتفق معظم الروايات على أن الموعد المثالي لرفع الزينة يقع في 5 أو 6 يناير. يشير يوم 6 يناير تحديداً إلى عيد الغطاس (Epiphany)، وهو الموعد الذي تخلده المسيحية بوصفه اليوم الذي زار فيه الملوك المجوس الطفل يسوع، وبذلك يكتمل المشهد الإلهي للميلاد.

تقليدياً، ساد اعتقاد شعبي بأنه يجب عدم ترك الزينة بعد هذا التاريخ، حيث يُنظر إلى التأخير على أنه قد يجلب سوء الحظ أو التعاسة. وفي المقابل، كان الإسراع في إزالتها قبل هذا الموعد يُعتبر إنهاءً سابقاً لأوانه لفرحة العيد. هذا الالتزام بهذا التاريخ لا يزال المنهج الأكثر شيوعاً بين الأسر التي تحرص على تطبيق الطقوس التقليدية.

الأهمية الدينية المتعمقة: عيد الغطاس (6 يناير)

بالنسبة للكثير من العائلات الملتزمة دينياً والكنائس، يمثل عيد الغطاس ذروة الأهمية الروحية للاحتفالات، ولذلك يتم الحفاظ على الشجرة والزينة حتى مساء هذا اليوم، أو تتم إزالتها في اليوم التالي مباشرة. هذا النهج يضمن تكريم الزيارة التاريخية للمجوس قبل الانتقال إلى المواسم الروحية التالية.

التقليد القديم: عيد الشموع (2 فبراير)

يمتد تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد ليشمل تواريخ أبعد في بعض التقاليد المسيحية القديمة. ففي أوروبا تاريخياً، كان يُحتفظ بشجرة العيد حتى عيد الشموع (Candlemas) الذي يوافق 2 فبراير. هذا اليوم يحيي ذكرى تقديم يسوع في الهيكل، ويُنظر إليه على أنه النهاية المطلقة لموسم الميلاد. ورغم أن هذا التقليد لم يعد شائعاً بشكل واسع اليوم، فإنه لا يزال متبعاً في مناطق محدودة، حيث جرت العادة بحرق النباتات الخضراء وزينة العيد التي لم تُرفع حتى هذا الموعد.

المرونة الحديثة والتوجهات العملية

في ظل الإيقاع السريع للحياة المعاصرة، أصبح الكثيرون يتخلون عن التواريخ التقليدية لصالح مواعيد أكثر ملاءمة لجدولهم الزمني. بات من الشائع إزالة الزينة:

  • في يوم رأس السنة الجديدة (1 يناير).
  • في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر يناير.
  • قبل العودة إلى العمل أو بدء الدراسة.

هذا التحول يعكس براغماتية الحياة الحديثة، حيث يتم التقييم بناءً على سهولة التخزين والمساحة المتاحة، وكذلك التخلص من الإبر المتساقطة في حالة الأشجار الطبيعية.

الاعتبارات الفنية للأشجار الصناعية والطبيعية

بينما كانت التقاليد القديمة موجهة بالأساس للأشجار والنباتات الخضراء الطبيعية، فإن الأسر التي تستخدم الأشجار الصناعية تتمتع بمرونة أكبر. ومع ذلك، تبقى اعتبارات السلامة، خصوصاً خطر الحريق أو التلف الناتج عن طول فترة التخزين، عوامل مؤثرة في قرار التوقيت.

في النهاية، يبقى الاختيار شخصياً. لكن إذا كان الهدف هو الالتزام بالتقليد الأكثر شهرة وقبولاً، فإن الليلة الثانية عشرة (5 أو 6 يناير) هي تاريخ الإجماع العالمي لطي صفحة احتفالات الميلاد.

母親節送什麼花?