القاهرة، (التاريخ) – أكد خبراء تنسيق الزهور أن الإطالة الفعالة لحياة الباقة تبدأ قبل وضعها في المزهرية، مشددين على أن الممارسات الصحيحة للعناية المبدئية واللاحقة بالزهور المقطوعة—خاصة التفريق بين متطلبات الأنواع العشبية، الخشبية، والاستوائية—هي السر وراء الحفاظ على نضارتها أطول فترة ممكنة. ويعتبر تطبيق هذه الخطوات المنهجية، التي تشمل تعقيم الأدوات والاستخدام المخصص للمغذيات ودرجات الحرارة، أمراً بالغ الأهمية لكل من المحترفين والهواة لضمان أقصى امتصاص للماء والعناصر الغذائية.
الأسس العامة: تجهيز المزهرية والتحضير الأولي
تتطلب عملية تجهيز الزهور المقطوعة اتباع بروتوكول صارم يبدأ بالنظافة العامة لضمان عدم تعرض الأنسجة البكتيريا التي تسد الأوعية الناقلة.
أولاً، النظافة والتعقيم: يجب استخدام مقصات تقليم نظيفة وحادة لضمان قطع سلس لا يسحق الساق، إلى جانب تنظيف المزهرية جيداً بالماء الدافئ والقليل من المبيض لقتل الميكروبات.
ثانياً، إزالة الأوراق: يجب إزالة جميع الأوراق التي ستغمر تحت سطح الماء، حيث أن تحللها السريع يشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا، مما يقلل من عمر الزهور بشكل كبير.
ثالثاً، تقنيات القطع المحترفة: لزيادة مساحة امتصاص الماء، يتم قطع الساق بزاوية مائلة (مشطوفة). بالنسبة للزهور ذات السيقان الخشبية أو الرخوة جداً، يفضل إجراء عملية القطع تحت الماء مباشرة لتجنب دخول فقاعات الهواء التي تسبب انسداداً وعطشاً فورياً للزهرة.
رابعاً، التغذية والترطيب الفوري: يجب وضع الزهور فوراً في ماء نظيف ودافئ (لأن الدفء يسرع من امتصاص الماء) مضاف إليه محلول مغذيات الزهور المقطوفة، الذي يوفر السكر كمصدر للطاقة ومواد مضادة للبكتيريا. ويجب تجديد الماء وإعادة قطع الساق كل يومين.
متطلبات متخصصة حسب نوع الزهرة
تختلف احتياجات الزهور بعد القطع بشكل كبير اعتماداً على تركيبتها البيولوجية، وهذا يتطلب تكييفاً في درجات الحرارة وطرق القطع.
1. الزهور العشبية الرخوة (مثل الورد والزنبق)
تستفيد هذه المجموعة، التي تشمل الفاوانيا والزنبق، من إزالة الأوراق الخارجية (وإزالة الأشواك في حالة الورد). يفضل وضعها في ماء دافئ لتسريع عملية الامتصاص.
نصيحة الخبراء: بالنسبة لزهور التوليب، التي تستمر في النمو بعد القطع، يمكن إضافة القليل من السكر إلى الماء. ويجب إزالة حبوب اللقاح من زهور الزنبق (الليليوم) فوراً لمنع تلطيخ البتلات وإبطاء نضج الزهرة.
2. الزهور الخشبية والشجيرات (مثل الهيدرانجيا والغاردينيا)
تتميز سيقان هذه الزهور بالصلابة. يجب إزالة الأوراق من الجزء السفلي للساق، وفي حالة السيقان القاسية جداً قد يتطلب الأمر شق قاع الساق عمودياً أو سحقه قليلاً لفتح مسارات أفضل للماء.
تنبيه خاص: زهور الهيدرانجيا حساسة للغاية وتتعرض للذبول السريع. إذا ذبلت، يمكن غمر الرؤوس بالكامل في الماء البارد لمدة ساعة لاستعادة نضارتها.
3. النباتات الاستوائية (مثل طائر الجنة والأنتوريوم)
تتطلب هذه المجموعة الاستوائية، التي تزدهر في درجات حرارة أعلى، وضعها في ماء دافئ مع تجنب التيارات الباردة أو درجات الحرارة المنخفضة جداً.
خطوة حاسمة: يجب قطع سيقانها تحت الماء لمنع انسداد الأوعية الناقلة للهواء قبل وضعها في المزهرية.
4. الزهور الدرنية (مثل النرجس والصفير)
تتمتع هذه الزهور بحساسية عالية تجاه البكتيريا وتفضل الماء البارد.
تحذير أخصائي: يطلق النرجس (دافوديل) مادة لزجة سامة لباقي الزهور. يجب نقعه منفرداً لمدة 24 ساعة ثم وضع الباقة معاً دون إعادة قطع الساق لتجنب إطلاق المزيد من العصارة.
التوصيات النهائية للحفاظ على النضارة
لضمان أطول عمر ممكن لباقة الزهور، ينبغي التحكم في البيئة المحيطة بها. يجب تجنب وضع الزهور بالقرب من الفواكه الناضجة أو مصادر الدخان، حيث تطلق هذه المواد غاز الإيثيلين، وهو هرمون نباتي يسرع من شيخوخة الزهرة وموتها.
درجة الحرارة المثلى: تفضل معظم الزهور درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 18 و 22 درجة مئوية، باستثناء الأنواع الاستوائية التي تحتاج إلى دفء أكثر. الاستمرار في تغيير الماء واستخدام مغذيات الزهور بانتظام يضمن استمرارية إمداد الزهرة بالطاقة وحمايتها من التحلل الجرثومي.