زهور تزين المنازل وتنقي الهواء: دراسة تؤكد فوائد النباتات المزهرة في البيئة الداخلية

الرياض، المملكة العربية السعودية – كشفت دراسة متخصصة حديثة عن الدور المحوري الذي تلعبه الزهور والنباتات المزهرة في تحسين جودة الهواء الداخلي، مقدمةً حلاً طبيعياً ومبهجاً لمواجهة الملوثات الكيميائية الشائعة في المنازل والمكاتب الحديثة. فبالإضافة إلى اللمسة الجمالية التي تضيفها، تعمل هذه النباتات كمرشحات بيولوجية فعالة، تمتص المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) وتحرر الأكسجين، مما يعزز الصحة والإنتاجية العامة.

الطبيعة تحارب التلوث الكيميائي الداخلي

تشير البيانات البيئية إلى أن البيئات الداخلية المعاصرة غالباً ما تحوي تراكيز عالية من الملوثات الناتجة عن مواد البناء، الأثاث، والدهانات، أبرزها الفورمالديهايد والبنزين والتراي كلورو إيثيلين. وفي حين توفر أجهزة تنقية الهواء حلاً تقنياً، فإن الزهور تستخدم عملية حيوية تُعرف باسم المعالجة النباتية (Phytoremediation). تقوم النباتات بامتصاص هذه الجزيئات الضارة عبر أوراقها وجذورها، وتحويلها إلى مواد غير ضارة، مما يؤدي إلى تنقية فعالة ومستمرة للجو.

ويلفت خبراء الأزهار إلى أن هذا الدور لا يقتصر على تنظيف الهواء فحسب، بل يتعداه إلى زيادة مستويات الرطوبة في الجو، وهي عامل مهم لراحة الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى التأثير المثبت لخفض مستويات التوتر والقلق.

أبرز النباتات المزهرة المقاومة للملوثات

توفر سبعة أنواع من الزهور المزهرة قدرات استثنائية في تنقية الهواء، مما يجعلها خيارات مثالية لأي مساحة داخلية:

  1. زنبق السلام (Spathiphyllum): يُعد من أفضل المنقيات على الإطلاق، حيث يتفوق في امتصاص البنزين، الفورمالديهايد، والتراي كلورو إيثيلين والأمونيا. يناسب هذا النبات ظروف الإضاءة المنخفضة إلى المتوسطة ويزدهر بالرطوبة المستمرة في التربة.
  2. الأقحوان (Chrysanthemum): يتميز بقدرته العالية على إزالة البنزين والفورمالديهايد. تشير الأبحاث إلى أن الأقحوان فعال للغاية، خاصة في الأماكن المشمسة، ويحتاج إلى ضوء ساطع غير مباشر للعناية به.
  3. زهرة الجيربيرا (Gerbera Daisy): وهي مصدر ممتاز للأكسجين ليلاً، وتمتص بفعالية البنزين والتراي كلورو إيثيلين. تتطلب هذه الزهرة ضوءاً ساطعاً وتربة جيدة التصريف.
  4. اللافندر (Lavender): يوفر، بالإضافة إلى رائحته المهدئة، خصائص مضادة للبكتيريا ويساهم في امتصاص بعض المواد الكيميائية. يتطلب اللافندر الكثير من ضوء الشمس والتربة الجافة نسبياً.
  5. الأوركيد (Orchid): تمتص بعض أصنافه مادة الزيلين والتولوين، وتضيف لمسة من الفخامة، وتزدهر في ضوء غير مباشر ووسط نباتي خاص جيد التصريف.
  6. الغاردينيا (Gardenia): تقلل من مستويات الفورمالديهايد وتنشر رائحة عطرية قوية. تحتاج إلى عناية مكثفة، بما في ذلك إضاءة ساطعة غير مباشرة وتربة حمضية.
  7. الياسمين (Jasmine): يمتص الملوثات ويضيف رائحة طبيعية مبهجة. يتطلب ضوءاً ساطعاً وسقياً معتدلاً.

نصائح عملية لتعظيم فعالية التنقية

لتحقيق أقصى استفادة من قدرات النباتات المزهرة، يقدم الخبراء نصائح عملية تركز على الكمية والعناية:

  • الكثافة المثالية: يوصي الباحثون بوضع نبتة متوسطة الحجم على الأقل لكل 10 أمتار مربعة من المساحة لتحقيق تأثير ملحوظ في تنقية الهواء.
  • الحفاظ على صحة النبات: يجب التأكد من أن النباتات خالية من الآفات والأمراض، وتنظيف أوراقها بانتظام بقطعة قماش مبللة لإزالة الغبار الذي يعيق عملية الامتصاص.
  • الدمج مع النباتات الخضراء: يعمل دمج الزهور المنقية (مثل زنبق السلام) مع نباتات غير مزهرة شهيرة (مثل العنكبوت أو السرخس) على زيادة كفاءة امتصاص مجموعة واسعة من الملوثات.

إن دمج هذه الأنواع في تصميم المنزل ليس مجرد اختيار جمالي، بل هو استثمار في تحسين جودة الحياة. فباختيار النباتات المناسبة وتوفير العناية اللازمة، يمكن تحويل كل غرفة إلى “مساحة تنفس” طبيعية ونقية، تجمع بين الجمال والفوائد الصحية الملموسة.

Flower Delivery