أشهر حدائق الورد العالمية: قمم الإبداع في زراعة الورد عبر القارات

تُعد حدائق الورد في العالم أيقونات خالدة لروعة الطبيعة وفن البستنة، حيث تجذب الزوار بآلاف الأصناف التي تتفتح في مناظر طبيعية مهندسة بعناية فائقة. تقدم هذه الحدائق، التي تمثل ذروة زراعة الورد على مدى قرون، تجربة غامرة، بدءاً من المجموعات التاريخية التي تحفظ الأصناف العتيقة وصولاً إلى المعارض الحديثة التي تبرز الابتكارات في التهجين. يقدم هذا التقرير تحليلاً لأكثر حدائق الورد شهرة وإبهاراً حول العالم، والتي تقدم لخبراء البستنة وعشاق الزهور دليلاً لأجمل مواسم التفتح.

ريادة أوروبا في تراث الورد التاريخي

تتمتع القارة الأوروبية بتراث عريق في زراعة الورد، حيث تضم بعضاً من أقدم المجموعات وأكثرها تنوعاً. ويبرز “فال دي مارن” (L’Haÿ-les-Roses) في ضواحي باريس، كواحد من أقدم حدائق الورد المرموقة في العالم، إذ تأسس عام 1894 ويضم اليوم أكثر من 3000 صنف، تشمل سلالات تاريخية نادرة وأصنافاً كلاسيكية. ويشهد هذا الموقع فترة ذروة التفتح في أواخر مايو وأوائل يونيو.

وفي إيطاليا، تقع “حديقة الورد البلدية” في روما على تلال هضبة أفنتين، وتضم نحو 1100 صنف وتستضيف مسابقة دولية سنوية لأصناف الورد الجديدة، وهي مفتوحة للجمهور فقط خلال شهري مايو ويونيو. أما “حديقة روزاريوم سانجرهاوزن” في ألمانيا الوسطى فتتفوق على الجميع من حيث الحجم، حيث تحوي أكبر مجموعة ورد في العالم بأكثر من 8700 صنف، وتسمح بفرصة تتبع تاريخ تهجين الورد عبر العصور. في لندن، تعرض “حديقة الورد الخاصة بالملكة ماري” في ريجنت بارك حوالي 12 ألف شتلة، مركزة على الورد الحديث والورود الإنجليزية التي برع فيها ديفيد أوستن.

التنوع والابتكار في الأميركتين وآسيا

شهدت أمريكا الشمالية تطوراً ملحوظاً في مراكز اختبار الورد، أبرزها “حديقة الورد التجريبية الدولية” في بورتلاند، أوريغون، التي تأسست عام 1917. وتُعتبر هذه الحديقة موقع اختبار رئيسياً لاختيار أصناف الورد الأمريكية الجديدة، وتضم أكثر من 10 آلاف شتلة. كما تُعد “حديقة كرانفورد روز جاردن” في نيويورك (جزء من حديقة بروكلين النباتية) نموذجاً للتوازن بين الأصناف التاريخية والحديثة في واحة حضرية.

وفي آسيا، تبرز “حديقة كيسيه روز جاردن” في اليابان، التي تضم أكثر من 10 آلاف شتلة وتمثل 1600 صنف، بما في ذلك العديد من الأصناف اليابانية المهاجنة. بينما تشتهر “حديقة الورد في سيول جراند بارك” في كوريا الجنوبية بحجمها الهائل وقربها من 30 ألف شتلة، مع التركيز على الأصناف المعطرة.

نصائح لتعظيم تجربة زيارة حدائق الورد

للحصول على أقصى استفادة من زيارة حدائق الورد العالمية، يجب مراعاة التوقيت المناسب للتفتح. ففي نصف الكرة الشمالي، يكون الذروة عادة بين مايو ويونيو، مع تفتح ثانوي قوي في الخريف، بينما تشهد حدائق نصف الكرة الجنوبي (مثل أستراليا وجنوب أفريقيا) الذروة بين أكتوبر وديسمبر (فترة الربيع).

إرشادات رئيسية للزوار:

  • ذروة التفتح: تختلف مدة ذروة التفتح، لكنها غالباً ما تستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وتقدم المشهد الأكثر إبهاراً.
  • عامل الرائحة: للحصول على أفضل تجربة عطرية، يُفضل الزيارة في الصباح الدافئ، حيث تكون رائحة العديد من الأصناف التاريخية والإنجليزية أكثر تركيزاً.
  • الدمج مع المعالم الأخرى: تقع العديد من حدائق الورد الكبرى ضمن مجمعات نباتية أو متنزهات أوسع، مما يوفر تجربة ليوم كامل.
  • التوثيق: يُنصح بتدوين أسماء الأصناف المفضلة (عادةً ما تكون مُعلمة) للاستفادة منها في الحدائق الشخصية.

تمثل هذه الحدائق كنوزاً حقيقية، لا تقتصر وظيفتها على عرض الجمال، بل هي مراكز لحفظ تاريخ التهجين وإلهام الأجيال الجديدة من البستانيين حول العالم، مما يؤكد المكانة الدائمة للورد كملك للزهور.

petal structure