توسيع أفق الزهور: متاجر الزهور تتبنى الوعي بالصحة النفسية في تسويق عيد الحب

عمّان، الأردن — في الوقت الذي يشهد فيه عيد الحب (14 فبراير) ذروة المبيعات السنوية لمتاجر الزهور، بدأت الشركات الرائدة في تبني نهج تسويقي جديد وأكثر شمولاً، يوازن بين تعظيم الأرباح ومراعاة التعقيدات العاطفية والضغوط النفسية التي قد يواجهها الأفراد خلال هذه المناسبة. يهدف هذا التحول إلى تجاوز التركيز التقليدي على الرومانسية ليشمل جميع أشكال العلاقات والتجارب الإنسانية المختلفة، مما يعكس حساسية متزايدة تجاه الوعي بالصحة النفسية.

من الرومانسية إلى الشمول: فهم التأثير العقلي

أقر خبراء التسويق في قطاع الزهور بأن تجربة عيد الحب تختلف بشكل كبير بين الأفراد. فبينما يحتفل البعض بالحب الرومانسي، قد يواجه آخرون مشاعر العزلة، والحزن بسبب الفقد أو الانفصال، أو الضغط المالي، أو حتى الضغوط الناجمة عن التوقعات التجارية المبالغ فيها. يشكل هذا الفهم الأساس لرسائل تسويقية أكثر تعاطفاً وشمولية.

ولتحقيق ذلك، توصي استراتيجيات التسويق الحديثة بتوسيع نطاق الجمهور المستهدف بما يتجاوز الأزواج الرومانسيين. شملت المبادرات المقترحة الترويج لباقات تركز على الاحتفال بالصداقات (مثل باقات “صداقة الأبد” أو “عيد الحب للصديقات”)، أو الروابط العائلية، أو الامتنان تجاه المعلمين ومقدمي الرعاية، أو حتى التركيز على مفهوم الرعاية الذاتية (باقات “تدليل الذات”).

لغة التسويق الرحيمة تخفف الضغط

شدد خبراء القطاع على ضرورة مراجعة اللغة المستخدمة في الحملات الإعلانية. يجب على متاجر الزهور تجنب العبارات الإلزامية أو القاهرة التي توحي بأن الحب يتطلب الهدايا الباهظة، مثل “هذه هي الطريقة الوحيدة لتقول أحبك بشدة”. بدلاً من ذلك، يُفضل استخدام لغة أكثر دعوة وانفتاحاً، مثل “احتفل بطريقتك الخاصة” أو “لأولئك الذين يريدون إحياء هذه المناسبة”.

كما دعت المبادرات إلى استخدام مصطلحات محايدة وغير مفترضة، وتجنب الافتراض بأن جميع العلاقات هي علاقات مغايرة جنسياً أو أن إرسال الزهور أمر ضروري أو مفروض. يساهم هذا الأسلوب في إزالة الضغط المترتب على المستهلكين ويجعل العلامة التجارية أكثر ترحيباً.

توسيع الاحتفالات لما بعد 14 فبراير

للتخفيف من حدة الضغط الذي قد يفرضه اليوم الواحد، اقترح المسوقون تطبيق نموذج “أعمال الخير في فبراير”. بدلاً من حشد كل الجهود التسويقية على يوم 14 فبراير، يمكن تمديد الاحتفالات تحت شعار “نشر البهجة على مدار الشهر”. ويتيح ذلك للعملاء خيارات لتجنب ذروة الازدحام وتكلفة الأسعار المرتفعة المرتبطة بعيد الحب.

كما باتت المتاجر تقدم بدائل غير تقليدية لمنتجات عيد الحب، بما في ذلك باقات مصممة خصيصًا للمواساة، أو التذكر، أو الرعاية الذاتية. ومن الأمثلة على ذلك، الترويج ليوم 16 فبراير كيوم “الرعاية الذاتية بعد عيد الحب”، أو إطلاق مجموعة “نتذكرك” المخصصة لأوقات الحزن.

حساسية وسائل التواصل الاجتماعي وتدريب الموظفين

يتطلب التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي قدراً أكبر من الحساسية. ينبغي على المتاجر تجنب إغراق خلاصات المتابعين بصور رومانسية مفرطة، والحفاظ على توازن في المحتوى. ويجب الامتناع عن إطلاق النكات الساخرة على العزاب (مثل “على الأقل يمكنك شراء الزهور لنفسك!”). بدلاً من ذلك، يمكن نشر محتوى يعبر عن تقبل التجارب المختلفة للأفراد في فبراير.

على الصعيد الداخلي، أصبح تدريب الموظفين أمراً حيوياً. يجب تدريب فرق المبيعات على طرح أسئلة مفتوحة مثل “ما هي المناسبة التي تحتفل بها؟” بدلاً من افتراض أن جميع عمليات الشراء في فبراير هي لأغراض رومانسية. ويضمن هذا النهج التعامل باحترام مع العملاء الذين قد يشترون الزهور للمواساة أو إحياء ذكرى، مع الحفاظ على خصوصيتهم.

البعد المجتمعي والدعم النفسي

لتعميق التزامها بالوعي بالصحة النفسية، تدرس بعض المتاجر دمج إشارات بسيطة إلى موارد الدعم النفسي على مواقعها الإلكترونية أو في متاجرها، مثل أرقام خطوط الأزمات. كما يمكن التبرع بنسبة من مبيعات شهر فبراير لمنظمات دعم الصحة النفسية، مما يربط بين عملية الشراء والقيمة الاجتماعية.

خلص محللون إلى أن التسويق المسؤول لا يحد من الإمكانيات التجارية لعيد الحب، ولكنه يوسع قاعدة العملاء ويعزز ولاءهم. من خلال احتضان جميع أشكال الحب والروابط الإنسانية، تثبت هذه المتاجر أنها لا تبيع الزهور فحسب، بل تبيع أيضاً التعاطف والفهم العميق للتجارب البشرية المتنوعة. هذا التوازن بين الأخلاق والأعمال يُعد استراتيجية تجارية ذكية ومستدامة.

網上花店推介